القاهرة -
، ا ف ب - "الدستور تلطخ بالدم" يقول مواطن مصري في احد شوارع القاهرة، قبل اقل من 48 ساعة من بدء الاستفتاء على مشروع دستور يثير انقساما عميقا في الشارع المصري يحول الاستفتاء على الدستور ايضا الى استفتاء على شعبية مرسي والاخوان المسلمين.
جلس حمدي امام بائع الكتب على احد ارصفة العاصمة منهمكا في حل الكلمات المتقاطعة. لكنه لا ينسى تظاهرات الغضب التي كان بعضها دامياً في الاسابيع الثلاثة الاخيرة.
ويعلق الرجل الاربعيني "لقد تلطخ الدستور بالدم، انه دستور سيء يكبل الشعب". مضيفاً: "من البداية كان من الواضح ان الاخوان ما كان يجب ان يحكموا البلد. انهم يقودون مصر الى طريق الخسارة".
وقال امام انه لن يصوت السبت في الاستفتاء على مشروع الدستور الذي اعدته لجنة تاسيسية يهيمن عليها الاسلاميون ونددت به المعارضة التي دعت الناخبين الاربعاء الى التصويت بـ"لا" من دون ان تغلق الباب نهائيا أمام المقاطعة اذا لم تتوفر ضمانات اقتراع نزيه.
وتعتبر المعارضة ان مشروع الدستور "غير توافقي" ويفتح الباب امام مزيد من أسلمة التشريع وتنقصه ضمانات بشأن الحريات.
ويضيف امام وهو يتفحص معروضاته التي تراوح من كتاب بالانكليزية عن البابا يوحنا الثاني الى مجلة عربية متنوعة، "انا مسلم واطلق لحيتي واصلي".
وهو يرى ان الاخوان المسلمين الذين قدم منهم الرئيس محمد مرسي "ليسو حزباً دينياً، (بل) انهم يمارسون سياسة اقرب الى غير المسلمين".
وغير بعيد من المكان تحلق جمع لنقاش حول الاخوان المسلمين ومشروع الدستور.
واعرب محمد حسن (28 عاما) عن تأييده للاسلاميين. وقال: "الاخوان كويسين لكن لا احد يمنحهم فرصة. انهم تولوا السلطة منذ خمسة أشهر فقط في حين بقي حسني مبارك 30 عاما. وقد اعتاد الناس لفترة طويلة على سماع ما يقال من ان الاخوان سيئين حتى انهم صدقوا الامر".
ومضى احد اصدقائه ابعد "انا اؤيد السلفيين وليس الاخوان المسلمين. الاخوان يفعلون عكس ما يقولون، انهم جبناء".
وقال محمد ابراهيم سيد الذي جلس في مقهى يحتسي الشاي مع اصدقائه، "ساصوت ضد الدستور لان ما يجري اليوم لا يروق لي. لا نريد افغانستان جديدة". واضاف: "مصر دولة متنوعة يقطنها اكثر من 80 مليون نسمة ولا يجب ان يحكمها حزب واحد"، مؤكداً أن "الاخوان يستغلون الناس باسم الدين".
وعلى اسوار القصر الرئاسي حيث جرت مواجهات دامية الاسبوع الماضي او في ميدان التحرير بقلب العاصمة، تظهر رسومات حائطية جديدة بوضوح راي المعارضين في الرئيس محمد مرسي لول رئيس مدني واسلامي لمصر منذ 1952.
وكتب متظاهرون في رسوماتهم "ارحل يا خروف المرشد" و"الثورة مستمرة" و"يسقط مرسي".
وفي يافطة حملها متظاهرون الثلاثاء الماضي، رسموا صورة عن بطاقة الهوية وكتبوا "الاسم: محمد مرسي. المهنة: حسني مبارك".