إقبال كبير على أول مخبزة "نابلسية" في الجزائر
الجزائريون يكتشفون نكهة الخبز الفلسطيني و"يدعمون" القضية من خلالهالثلاثاء 12 صفر 1434هـ - 25 ديسمبر 2012م
الجزائر - سلمى حراز
اكتشف الجزائريون لأول مرة الخبز العربي الفلسطيني من خلال فلسطينيين حلّا بالجزائر من نابلس، حاملين نفحات من مدينة جبل النار، فكانت هويّتهم جواز سفرهم لترويج بضاعتهم في بلد المليون ونصف المليون شهيد.
ولم يسبق أن لقي الخبز العربي رواجاً كبيراً في الجزائر، لكن لم يكن هذا هو الحال مع مخبزة "النابلسية"، التي شهدت توافداً لا نظير له للزبائن بعد يوم واحد فقط على افتتاحها، حيث تهافت الجزائريون لتذوّق الخبز القادم من مدينة الشاعرة فدوى طوقان، ويكفي أيضاً أنهم يحفظون عن ظهر قلب كلمات شاعر القضية الفلسطينية الراحل محمود درويش "أحن إلى خبز أمي".
وعن فكرة المخبزة التي يسيّرها عكر غازي وشريكه سلعوس فواز، يقول فواز الذي استقر في الجزائر قبل 7 سنوات لـ"العربية.نت": "جبت كل بقاع الدنيا، واحتككت بالجزائريين من خلال أسفاري خاصة في الصين، ولمست فيهم ارتباطاً كبيراً بفلسطين، وحنيناً لكل ما هو قادم من أولى القبلتين، فقررت الاستقرار في هذا البلد والارتباط بجزائرية".
وأردف فواز بقوله إنه فكّر في الاستثمار بهذا المجال بعد سنوات من إقامته في الجزائر، حيث لمس حب الجزائريين لتذوق النكهات الجديدة، "فما بالك إن كانت من فلسطين".
فرن فلسطيني أصيلوحتى يقدم الخبز الفلسطيني الأصلي وكذا الحلويات النابلسية، حرص فواز وشريكه على اقتناء الفرن من فلسطين، حيث يعد ابتكاراً وصنعاً فلسطينياً 100%، رغم التعقيدات التي واجهاها عند الشحن، حيث تأخرت العملية نحو أربعة أشهر، غير أن النجاح الذي حققه المحل في أيامه الأولى أنسى الشريكين كل المصاعب.
ويواصل المتحدث: "الإقبال كان كبيراً منذ يوم الافتتاح، والجميع يسأل إن كان الخبز والحلويات حقاً من فلسطين، وحتى عند إقفال المحل كانت الطلبات متواصلة".
ويشتغل في المخبزة 20 جزائرياً إلى جانب أربعة فلسطينيين يبدعون في تقديم الكنافة النابلسية، كنافة بالقشطة، مبرومة، وكنافة بين نارين، وربات بالقشطة وغورة، وألذ الحلويات النابلسية، إلى جانب جميع أنواع الخبز الفلسطيني، الذي يطهى في فرن درجته 450 درجة مئوية.
وأثناء تواجدنا بالمحل وقفنا على توافد الزبائن من مختلف بلديات العاصمة، حتى من الأحياء الراقية، رغم أن المحل يقع في حي شعبي بامتياز، وهو شارع الشهيد محمد بلوزداد "رويسو"، وفي هذا السياق يقول فواز: "أردت أن أكون قريباً من أبناء البلد الحقيقيين، وهؤلاء لا تجدهم إلا في الأحياء الشعبية التي لازالت تحتفظ بأصالتها".
رائحة فلسطين وفي السياق يقول فواز: "الجزائريون متعودون على مذاق اللوز في حلوياتهم، بخلافنا نحن في فلسطين والمشرق العربي، حيث تتميز حلوياتنا بصنعها من جميع أنواع المكسرات خصوصاً الفستق والبندق، ولهذا أخذنا ذوقهم بعين الاعتبار، وأضفنا اللوز لحلوياتنا".
ونحن نتجوّل في المحل شدّ انتباهنا أن الزبائن كانوا يكررون في كل مرة إن كانت الحلويات حقاً فلسطينية، وعن مكوناتها، وأبدوا إعجابهم بنكتها والمكسرات المتنوعة التي تميزها عن الحلويات الجزائرية.
وفي حديثنا مع عدد من الزبائن عبّروا عن إعجابهم بما يقدمه المحل، على غرار سيدة في عقدها السادس، أكدت أنها أصبحت تحرص يومياً على تناول الخبز الذي يقدمه، ليس فقط لأن ذوقه يروقها، لكن لأنه قادم من فلسطين.
وتقول السيدة فاطمة رابحي: "صدقيني يا ابنتي، عندما ألج المحل أشعر حقاً أنني اقتطعت تأشيرة إلى فلسطين، فكل شيء هنا يستحضر نفحات من أولى القبلتين".
يُذكر أن "النابلسية" ستكون - بحسب أصحابها - عبارة عن سلسلة من المخابز والمطاعم التي تضمن كل الأذواق الفلسطينية، خصوصاً "الشاورما" المصنوعة بفخذ الدجاج.